فصل: الآيات (106ـ 107)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


-  قوله تعالى‏:‏ وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين*وأعوذ بك رب أن يحضرون‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وحسنه والنسائي والبيهقي في الاسماء والصفات عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال‏:‏ ‏"‏كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع‏.‏ بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏وأعوذ بك رب أن يحضرون‏}‏ قال‏:‏ يحضرون في شيء من أمري‏.‏

وأخرج أحمد عن خالد بن الوليد أنه قال ‏"‏ يا رسول الله اني أجد وحشة‏؟‏ قال‏:‏ إذا أخذت مضجعك فقل‏:‏ أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنه لا يضرك وبالحري أن لا يضرك‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون*لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون‏.‏

أخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال‏:‏إذا وضع الكافر في قبره مقعده من النار قال‏:‏ ‏{‏رب ارجعون‏}‏ حتى أتوب، أعمل صالحا، فيقال‏:‏ قد عمرت ما كنت معمرا‏.‏ فيضيق عليه قبره فهو كالمنهوش ينام ويفزع، تهوى اليه هوام الأرض‏.‏ حياتها وعقاربها‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت‏:‏ ويل لأهل المعاصي من أهل القبور، يدخل عليهم في قبورهم حيات سود، حية عند رأسه وحية عند رجليه يضربانه حتى يلتقيان في وسطه‏.‏ فذلك العذاب في البرزخ الذي قال الله ‏{‏ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏قال رب ارجعون‏}‏ قال‏:‏ هذا حين يعاين قبل أن يذوق الموت‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال‏:‏ زعموا ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة‏"‏ان المؤمن إذا عاين الملائكة قالوا‏:‏ نرجعك إلى الدنيا‏؟‏ فيقول‏:‏ إلى دار الهموم والأحزان‏؟‏ بل قدما إلى الله‏.‏ وأما الكافر فيقولون له‏:‏ نرجعك‏؟‏ فيقول‏:‏ ‏{‏رب ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج الديلمي عن جابر بن عبد الله قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏إذ حضر الانسان الوفاة يجمع له كل شيء يمنعه عن الحق فيحول بين عينيه، فعند ذلك يقول ‏{‏رب ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت‏}‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ‏{‏لعلي أعمل صالحا فيما تركت‏}‏ قال‏:‏ لعلي أقول لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج البيهقي في الاسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس في قوله ‏{‏لعلي أعمل صالحا‏}‏ قال‏:‏ أقول لا إله إلا الله‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن حسين في قوله ومن ورائهم برزخ قال‏:‏ أمامهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وعبد بن الحميد وابن جرير وابن المنذر وأبو نعيم في الحلية عن مجاهد في قوله ‏{‏ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون‏}‏ قال‏:‏ هو ما بين الموت إلى البعث‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‏:‏ ‏{‏البرزخ‏}‏ الحاجز ما بين الدنيا والآخرة‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد وابن جرير عن مجاهد ‏{‏ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون‏}‏ قال‏:‏ حاجز بين الميت والرجوع إلى الدنيا‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‏:‏ ‏{‏البرزخ‏}‏ ما بين الدنيا والآخرة‏.‏ ليس مع أهل الدنيا يأكلون ويشربون، ولا مع أهل الآخرة يجازون باعمالهم‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن في الآية قال‏:‏ ‏{‏البرزخ‏}‏ بين الدنيا والآخرة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن الحميد وابن جرير عن قتادة قال‏:‏ ‏{‏البرزخ‏}‏ بقية الدنيا‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن قتادة ‏{‏ومن ورائهم برزخ‏}‏ قال‏:‏ أهل القبور في برزخ ما بين الدنيا والآخرة، هم فيه إلى يوم يبعثون‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن الربيع قال‏:‏ ‏{‏البرزخ‏}‏ القبور‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صخر قال‏:‏ ‏{‏البرزخ‏}‏ المقابر‏.‏ لا هم في الدنيا ولا هم في الآخرة، فهم مقيمون إلى يوم يبعثون‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وسمويه في فوائده عن أبي أمامة انه شهد جنازة، فلما دفن الميت قال‏:‏ هذا برزخ إلى يوم يبعثون‏.‏

وأخرج هناد عن أبي محلم قال‏:‏ قيل للشعبي مات فلان قال‏:‏ ليس هو في الدنيا ولا في الآخرة‏.‏ هو في البرزخ‏.‏

وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله ‏{‏ومن ورائهم برزخ‏}‏ قال‏:‏ ما بعد الموت‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون*فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون*ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون‏.‏

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏}‏ قال‏:‏ حين ينفخ في الصور فلا يبقى حي إلا الله عز وجل‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد وابن جرير عن السدي ‏{‏فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏}‏ قال‏:‏ في النفخة الأولى‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن قتادة في الآية قال‏:‏ ليس أحد من الناس يسأل أحدا بنسبه ولا بقرابته شيئا‏.‏

وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في الآية قال‏:‏ لا يسأل أحد يومئذ بنسب شيئا ولا ينمي اليه برحم‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن الحميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس انه سئل عن قوله ‏{‏فلا أنساب بينهم ولا يتساءلون‏}‏ وقوله ‏{‏وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ ‏(‏الصافات، الآية 27‏)‏ فقال‏:‏ انها مواقف الذي لا أنساب بينهم ولا يتساءلون عند الصعقة الاولى لا أنساب بينهم فيها إذا صعقوا، فإذا كانت النفخة الآخرة فإذا هم قيام يتساءلون‏.‏

وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه من وجه آخر عن ابن عباس انه سئل عن الآيتين فقال‏:‏ اما قوله ‏{‏ولا يتساءلون‏}‏ فهذا في النفخة الأولى حين لا يبقى على الأرض شيء‏.‏ وأما قوله ‏{‏فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ ‏(‏الصافات، الآية 27‏)‏ فإنهم لما دخلوا الجنة أقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏.‏

وأخرج ابن المبارك في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية وابن عساكر عن ابن مسعود قال‏:‏ إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والآخرين - وفي لفظ‏:‏ يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة على رؤوس الأولين والآخرين - ثم ينادي مناد إلا أن هذا فلان بن فلان فمن كان له حق قبله فليأت إلى حقه - وفي لفظ‏:‏ من كان له مظلمة فليجئ فليأخذ حقه - فيفرح - والله - المرء أن يكون له الحق على والده أو ولده أو زوجته وإن كان صغيرا‏.‏ ومصداق ذلك في كتاب الله ‏{‏فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏}‏‏.‏

وأخرج ابن جرير عن قتادة قال‏:‏ ليس شيء أبغض إلى الانسان يوم القيامة من أن يرى من يعرفه مخافة أن يدور له عليه شيء، ثم قرأ ‏{‏يوم يفر المرء من أخيه‏}‏ ‏(‏عيسى، الآية 34‏)‏‏.‏

وأخرج أحمد والطبراني والحاكم والبيهقي في سننه عن المسور بن مخرمة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان الانساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي، وسببي، وصهري‏"‏‏.‏

وأخرج البزار والطبراني والحاكم والبيهقي والضياء في المختارة عن عمر بن الخطاب‏.‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي‏"‏‏.‏

وأخرج ابن عساكر عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري‏"‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون*ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون‏.‏

أخرج ابن جرير عن ابن عباس ‏{‏تلفح وجوههم النار‏}‏ قال تنقح‏.‏

وأخرج ابن مردويه والضياء في صفة النار عن أبي الدرداء قال ‏"‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏تلفح وجوههم النار‏}‏ قال‏:‏ تلفحهم لفحة فتسيل لحومهم على أعصابهم‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ان جهنم لما سيق اليها أهلها تلقتهم بعنق، فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم إلا القته على العرقوب‏"‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود في قوله ‏{‏تلفح وجوههم النار‏}‏ قال‏:‏ لفحتهم لفحة فما أبقت لحما على عظم إلا ألقته على أعقابهم‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد عن أبي الهذيل‏.‏مثله‏.‏

وأخرج أحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن أبي الدنيا في صفة النار وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون‏}‏ قال ‏"‏تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه، وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة عن مغيث بن سمى قال‏:‏ إذا جيء بالرجل إلى النار قيل انتظر حتى تنحفك، فيؤتى بكأس من سم الأفاعي والاساود إذا أدناها من فيه نثرت اللحم على حدة والعظم على حدة‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وهناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه عن ابن مسعود في قوله ‏{‏وهم فيها كالحون‏}‏ قال‏:‏ كلوح الرأس النضيج، بدت أسنانهم وتقلصت شفاههم‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏{‏كالحون‏}‏ قال‏:‏ عابسون‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين*ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا‏}‏ قال‏:‏ شقوتهم التي كتبت عليهم‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن‏.‏ انه كان يقرأ ‏(‏غلبت علينا شقاوتنا‏)‏‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن اسحق قال‏:‏ في قراءة عبد الله ‏(‏شقاوتنا‏)‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ قال اخسؤا فيها ولا تكلمون*إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة والترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه والبيهقي في البعث عن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ يلقى على أهل النار الجوع حتى يعدل ما هم فيه من العذاب، فيستغيثون بالطعام، فيغاثون بطعام من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع، فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام ذي غصة، فيذكرون أنهم كانوا يجيزون الغصص في الدنيا بالشراب، فيستغيثون بالشراب فيرفع اليهم الحميم بكلاليب الحديد، فإذا دنت من وجوههم شوت وجوههم، واذا دخلت بطونهم قطعت ما في بطونهم، فيقولون‏:‏ ادعوا خزنة جهنم فيدعون خزنة جهنم ان ‏{‏ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب‏}‏ ‏(‏غافر، الآية 49‏)‏ فيقولون ‏{‏أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال‏}‏ ‏(‏غافر الآيه 50‏)‏ فيقولون ادعوا مالكا، فيدعون مالكا فيقولون ‏{‏يا مالك ليقض علينا ربك‏}‏ ‏(‏الزخرف الآيه 77‏)‏ فيجيبهم ‏{‏انكم ماكثون‏}‏ فيقولون ادعوا ربكم فلا أحد خير من ربكم، فيقولون ‏{‏ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏ ‏(‏المؤمنون، الآيتان 106 - 107‏)‏ فيجيبهم ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ فعند ذلك يئوا من كل خير، وعند ذلك أخذوا في الزفير والحسرة والويل‏"‏‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وهناد وابن أبي حاتم بن أحمد في زوائد الزهد وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي في البعث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال‏:‏ ان أهل جهنم ينادون مالكا ‏{‏يا مالك ليقض علينا ربك‏}‏ فيذرهم أربعين عاما لا يجيبهم ثم يجيبهم ‏{‏انكم ماكثون‏}‏ ثم ينادون ربهم ‏{‏ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏ فيذرهم مثلي الدنيا لا يجيبهم ثم يجيبهم ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ قال‏:‏ فيئس القوم بعدها، وما هو إلا الزفير والشهيق‏.‏

وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في الشعب عن محمد بن كعب قال‏:‏ لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله في أربعة، فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا يقولون ‏{‏ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل‏}‏ ‏(‏غافر، الآية 11‏)‏ فيجيبهم الله ‏{‏ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير‏}‏ ‏(‏غافر، الآية 12‏)‏ ثم يقولون ‏{‏ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا انا موقنون‏}‏ ‏(‏السجدة، الآية 12‏)‏ فيجيبهم الله ‏{‏فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا انا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون‏}‏ ‏(‏السجدة، الاية 14‏)‏ ثم يقولون ‏{‏ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل‏}‏ ‏(‏إبراهيم، الآية 44‏)‏ فيجيبهم الله ‏{‏أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال‏}‏ ثم يقولون ‏{‏ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل‏}‏ ‏(‏فاطر، الآية 37‏)‏ فيجيبهم الله ‏{‏أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير‏}‏ ثم يقولون ‏{‏ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏ ‏(‏المؤمنون الآية 106‏)‏ فيجيبهم الله ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ فلا يتكلمون بعدها أبدا‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج قال‏:‏ بلغنا أن أهل النار نادوا خزنة جهنم أن ‏{‏ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب‏}‏ ‏(‏غافر، الآية 49‏)‏ فلم يجيبوهم ما شاء الله، فلما أجابوهم بعد حين قالوا لهم ‏{‏ادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال‏}‏ ‏(‏غافر، الآية 50‏)‏ ثم نادوا ‏{‏يا مالك‏}‏ لخازن النار ‏{‏ليقض علينا ربك‏}‏ ‏(‏الزخرف، الآية 77‏)‏ فسكت عنهم مالك مقدار أربعين سنة ثم أجابهم فقال ‏{‏انكم ماكثون‏}‏ ثم نادى الأشقياء ربهم فقالوا ‏{‏ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏ فسكت عنهم‏.‏‏.‏ مقدار الدنيا ثم أجابهم بعد ذلك ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن في الآية قال‏:‏ تكلموا قبل ذلك وخاصموا فلما كان آخر ذلك قال ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ قال‏:‏ منعوا الكلام آخر ما عليهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن الحميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن زياد بن سعد الخرساني في قوله ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ قال‏:‏ فتنطبق عليهم فلا يسمع منها إلا مثل طنين الطست‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله ‏{‏اخسئوا‏}‏ قال‏:‏ اصغروا‏.‏

وأخرج ابن جرير والبيهقي في الاسماء والصفات عن ابن عباس ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ قال‏:‏ هذا قول الرب عز وجل حين انقطع كلامهم منه‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏ان الله إذا قال لأهل النار ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏ عادت وجوههم قطعة لحم ليس فيها أفوه ولا مناخير تردد النفس في أجوافهم‏"‏‏.‏

وأخرج هناد عن ابن مسعود قال‏:‏ ليس بعد الآية خروج ‏{‏اخسئوا فيها ولا تكلمون‏}‏‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون*إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون‏.‏

أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله ‏{‏فاتخذتموهم سخريا‏}‏ قال‏:‏ هما مختلفان‏.‏ سخريا يقول الله ‏{‏ليتخذ بعضهم بعضا سخريا‏}‏ ‏(‏الزخرف، الآية 32‏)‏ قال‏:‏ يسخرونهم والآخرون الذين يستهزؤن سخريا‏.‏

- قوله تعالى‏:‏ قل كم لبثتم في الأرض عدد سنين*قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين*قل إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون‏.‏

أخرج ابن أبي حاتم عن أيفع بن عبد الكلاعي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ان الله إذا أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار قال لأهل الجنة ‏{‏كم لبثتم في الأرض عدد سنين‏}‏ قالوا ‏{‏لبثنا يوما أو بعض يوم‏}‏ قال‏:‏ لنعم ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم، رحمتي ورضواني وجنتي اسكنوا فيها خالدين مخلدين، ثم يقول‏:‏ يا أهل النار ‏{‏كم لبثتم في الأرض عدد سنين‏}‏ قالوا ‏{‏لبثنا يوما أو بعض يوم‏}‏ فيقول‏:‏ بئس ما اتجرتم في يوم أو بعض يوم‏.‏ ناري وسخطي امكثوا فيها خالدين‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن الحميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏{‏فاسأل العادين‏}‏ قال‏:‏ الحساب‏.‏

وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{‏فاسأل العادين‏}‏ قال‏:‏ الملائكة‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون*فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم‏.‏

أخرج الحكيم الترمذي وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن السنى في عمل يوم وليلة وأبو نعيم في الحلية وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأ في أذن مصاب ‏{‏افحسبتم إنما خلقناكم عبثا‏}‏ حتى ختم السورة فبرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ماذا قرأت في أذنه‏؟‏ فاخبره‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال‏"‏‏.‏

وأخرج ابن السنى وابن منده وأبو نعيم في المعرفة بسند من طريق محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال‏:‏ بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا أن نقول إذا نحن أمسينا وأصبحنا ‏{‏أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون‏}‏ فقرأناها فغنمنا وسلمنا والله أعلم‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ ومن يدعو مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن الحميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله ‏{‏لا برهان له‏}‏ قال‏:‏ لا بينة له‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن قتادة ‏{‏لا برهان له‏}‏ قال‏:‏ لا بينة له‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد ‏{‏لا برهان له‏}‏ قال‏:‏ لا حجة‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن عاصم انه قرأ ‏(‏انه لا يفلح الكافرون‏)‏ بكسر الألف في إنه‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد عن الحسن أنه قرأ ‏(‏انه لا يفلح الكافرون‏)‏ بنصب الألف في انه‏.‏

وأخرج عبد بن الحميد وابن أبي حاتم عن قتادة ‏{‏فإنما حسابه عند ربه انه لا يفلح الكافرون‏}‏ قال‏:‏ ذاك حساب الكافر عند الله انه لا يفلح‏.‏

-  قوله تعالى‏:‏ وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين‏.‏

أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن أبي حاتم وابن حبان والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال‏:‏ يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي قال‏:‏ قل‏"‏اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك أنت الغفور الرحيم‏"‏‏.‏